.
يتحدثون عن القوة.. فأين قوتهم؟ أين قوتهم وقد مزقوا الأرض، وشردوا الأطفال، وسلطوا أحدث أسلحة الدمار على شعب أعزل؟! يتحدثون عن القوة وهم يختبئون وراء الأسوار والحدود والقرارات الدولية الفارغة!
أما هم.. أهل اليمن.. فقوتهم من نوع آخر.
قوة لا تُشترى بالاموال ، ولا تُصنع في المصانع، ولا تأتي على ظهر حاملة طائرات. قوة تنبع من الإيمان، من القضية، من الدم الذي يسيل في شرايين الأرض والتاريخ والشعب
يستاءل الكثيرون: "كيف لليمن الجريح، المنهك، المحاصر أن يتحدث بهذه القوة؟
أن يقف في وجه أعتى قوة في المنطقة؟
ولكنهم لا يفهمون.. أن الجرح لم يضعفهم، بل صقلهم
أن الحصار لم يحبسهم، بل علمهم كيف يصنعون الإرادة من حجارة الجبال وصبر البحر
أن الجوع علمهم قيمة لقمة العيش
فكيف يسكتون عن شعب يُجوع ويُعذب ويُقتل كل يوم؟!
يستهدفونهم... نعم
يغتالون أبناءهم.. نعم
يحاولون كسر إرادتهم كل يوم
لكنهم يجهلون أن شعباً عرف طعم الحرية، وشرب من كأس الكرامة، لن يكون عبداً أبداً
كل شهيد يسقط ، يزرع ألف مقاتل في القلوب
كل صاروخ ينطلق ، يزيد من صلابة موقفهم
استهدفوا ما شئتم! اغتالوا من شئتم! فالقوة التي في صدور شعب اليمن لا تُقتل بالصواريخ، والإيمان الذي في قلوبهم لا يغتال بالطائرات المسيرة
غزة... شقيقة الألم والصمود
قال لها اليمن: لستم وحدكم... وأن هناك رجالاً في بلد فقير غني يقدمون الغالي والنفيس ويقولون للطغاة: "طريقكم مسدو"...
نحن لسنا أبطالاً.. نحن فقط نرفض أن نعيش في عالم يصمت على الظلم
نرفض أن نأكل خبزنا ونحن نسمع صرخات أطفالكم
نرفض أن نكون جزءاً من نظام يشرّع القتل
شعارنا واحد: "يا قدسنا.. نحن قادمون"
إنها معركة الكرامة... وإما أن نكون، أو لا نكون... وقد اخترنا أن نكون.. أحراراً، كرماء...أوفياء للقضية
فالعار كل العار للصامتين، والمتواطئين...والمجد لليمن، المقاوم...والمجد لغزة، الصامدة...والمجد لكل من يقول كلمة حق في وجه باطل وطاغية جائر
لأننا نعلم أن معركة المصير واحدة.. فإما أن ننتصر جميعاً على الظلم، أو نهزم جميعاً أمام الصمت العالمي المخزي. ولن نختار إلا النصر
/إنتهى/