وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه عقد صباح اليوم اجتماعٌ بين أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي مع اللواء أمير حاتمي، القائد العام للجيش الإيراني، في مقر القيادة العامة للجيش، وذلك بهدف بحث وتحليل الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة والتطورات الإقليمية المحيطة.
وقال اللواء حاتمي في هذا الاجتماع: «نواجه اليوم عالمًا يسعى فيه بعض الأطراف إلى التحكم بمصير العالم عبر القوة العسكرية والقهر، واستخدام مصطلح السلام عبر القوة يعني في الواقع فرض السيطرة العالمية باستخدام القوة العسكرية، وهو ما يعكس أن الدبلوماسية أصبحت أضعف بكثير مما كانت عليه في الماضي».
وأضاف القائد العام للجيش: «إن المنطق السائد في العالم اليوم وفق نظام الهيمنة هو منطق القوة، وقد رأينا أمثلةً واضحة لذلك في العدوان الذي يشنّه الكيان الصهيوني الطفل القاتل على غزة، وكذلك ما تتعرض له إيران وسوريا ولبنان وقطر. وتشير التقديرات إلى أنه كلما حقق هذا النهج نجاحًا، كلما طال أمده، والطريق الوحيد للتغلب على هذا المنطق – كما أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة وسماحة قائد الثورة الإسلامية (دام ظله العالي) – هو أن نصبح أقوياء ومقتدرين».
وأشار اللواء حاتمي إلى حرب الأيام الاثني عشر قائلاً: «لقد أدت القوات المسلحة دورًا مؤثرًا في الدفاع المقدس ذي الأيام الاثني عشر، وصمد الشعب بشجاعة أمام العدو وأفشل مخططاته، وكانت توجيهات وأوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة حاسمة ولا نظير لها. هذه العناصر الثلاثة – الشعب، القوات المسلحة، وقيادة الثورة – كانت أساس نصرنا في الدفاع ذي الأيام الاثني عشر، وهزيمة العدو الصهيوني في بلوغ أهدافه المسبقة والمتمثلة في الإضرار بالنظام الإسلامي واستقلال إيران».
وتابع القائد العام للجيش: «لقد تعرض بلدنا عبر التاريخ لهجماتٍ وانتهاكاتٍ لأراضيه، وغالبًا ما حدث ذلك في فترات ضعف النظام الحاكم. أما في الدفاع المقدس الذي استمر ثماني سنوات، فقد كان هدف المعتدين هو النيل من بلادنا، لكن بفضل القيادة الإلهية للإمام الخميني (قده)، وبحضور الشعب الغيور والقوات المسلحة، تم الحفاظ على قوة النظام الإسلامي ووحدة أراضي البلاد».
وفي ختام كلمته، قال اللواء حاتمي: «كانت حرب الأيام الاثني عشر بالنسبة لنا مدرسةً غنية بالدروس، إذ خضنا خلالها حربًا مركّبة بكل ما للكلمة من معنى، حيث جمع العدو بين التكنولوجيا الحديثة والعناصر السياسية والإعلامية والأمنية والاستخباراتية في آن واحد. ومن خلال هذه التجربة، اعتمدنا استراتيجيات جديدة لمواجهة أي تهديد محتمل، تتيح لنا اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لمعاقبة العدو وردعه بشدة».
من جانبه، قال عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، خلال اللقاء: «لا شك أن جميع مؤسسات النظام الإسلامي ملزمة بجعل إنتاج القوة هدفها الأول، فبناء القوة القائمة على الردع هو ما يتوقعه مجلس الشورى الإسلامي، وسنبذل في هذا السبيل كل جهد ممكن في مجالات التشريع وتخصيص الميزانيات وغيرها».
كما طرح أعضاء اللجنة خلال الاجتماع آراءهم ومقترحاتهم في الجوانب الدفاعية والعسكرية والأمنية والسياسة الخارجية، وقاموا بتحليل الأوضاع الإقليمية والدولية، مؤكدين دعم المجلس ولجنة الأمن القومي الكامل لتعزيز القدرات الدفاعية المتنامية للبلاد، وخاصة قدرات الجيش الإيراني.
وفي ختام الاجتماع، كرّم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الجيش الإيراني، ومنح لوح تقدير لجهود وتضحيات منتسبي الجيش خلال حرب الأيام الاثني عشر، الذين دافعوا بقوة وتفانٍ عن استقلال ووحدة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
/انتهى/