وكالة تسنيم الدولية للأنباء - يجلس أبو أنطون لزبيدي عم الأسير المحرر زكريا لزبيدي، وأبو لإثنين من الشهداء، أحدهما ما زال جثمانه محتجزا في مقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال، يقلب صور أبنائه بصمت كمن يحمل قلبه بين يديها، منتظرا اليوم الذي يعيد إليه حقه الأخير أن يدفن ابنه كما يليق بالكرامة، بعد أن قرر الاحتلال أن يحول اسمه إلى رقم بارد على لوحة حديدية.
.
يقول ابو أنطون لوكالة تسنيم:"بالاعراف وفي التقليد والدين الإسلامي ان اكرام الميت دفنه، داود استشهد في 15-15-2022 وصار له حوالي ثلاث سنوات ومحمد ما يقارب السنتين، نحن ننتظر استلام جثمينهم حتى ندفنهم حسب الشرع وأن ترتاح نفسيتنا لأن هناك قبور لأولادنا، التي نستطيع في الأيام العيد في المناسبات أن نزورهم ونقرأ لهم الفاتحة".
وأضاف ابو انطون لسنيم:"عندما تم استلام الجثمين من شهداءنا في غزة كانت الجثمين مشوهة كانوا مربطين ومعصبين الأعين، فهي ليست غريبة للجيش الإسرائيلي التنكيل بجثث أبنائنا".
مقابر الأرقام مدافن سرية أقامها الاحتلال لدفن جثمين الشهداء الفلسطينيين بلا أسماء أو شواهد، إذ يستبدل الاسم برقم معدني فوق القبر في انتهاك صارخ لكل الموافق الدولية التي تلتزم بتفن الموت باحترام وفق شعائرهم الدينية ولكن الجريمة لا تتوقف عند احتجاز الجثمان بل تمتد إلى انتهاك حرمته وصرقة أعضائه، بأن الاحتلال انتزع بين الانتفاضتين قرنيات وجلودا من جثامين الشهداء الفلسطينيين.
وأكد منسق حسين شجاعية لوكالة تسنيم:" سرقة الأعضاء هذا موضوع قديم جديد وتظهر الشبهات حوله في أي عملية تسليم لشهداء فلسطينيين، وخاصة أن الإسرائيليين بحد ذاتهم اعترفوا في وقت سابق بسرقة أعضاء من جثامين شهداء، وهذه الاعترافات كانت على لسان مدير المعهد الطب العدلي أبو كبير السابق يهودهوس، الذي تحدث بشكل صريح حول سرقة أعضاء من جثامين وصلت هذه المركز خاصة الجلود البشرية وقرنيات العيون، إضافة إلى ذلك أنه من الصعب علينا كفلسطينيين في أوقات تسليم جثامين الشهداء".
تأكد الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين أن الاحتلال يحتجز قرابة 739 جثمان بينهم، قرابة 89 أسيراً ارتقوا داخل السجون و67 طفلاً وعشرة نساء وهذا موثق حتى نهاية هذا التقرير، أرقام تختصر وجع وطن لا يزال ينتظر أن يدفن أبناءه كما يليقوا بكرامتهم.
من فلسطين المحتلة لمى أبو حلو
/انتهى/