تستعرض فرح أبوعياش، المراسلة الشجاعة لوكالة تسنيم في فلسطين، في رسالة الألم التي ترويها الصحفية لَما أبوحلو، جانباً مما كابدته من تعذيب جسدي ونفسي داخل سجون الكيان الصهيوني.
وتؤكد الرواية أن السيدة أبوعيّاش تمضي الآن 110 أيام في قبضة الصهاينة.
وتقول في جزء من رسالة الألم التي كتبتها:
«أخذوني إلى المسكوبية، كان الأمر يشبه فيلم رعب… أدخلونا الزنزانة بالضرب… نزعوا حجابي وقيّدوا يديَّ وقدميَّ… وضعوا على كتفيَّ سلسلة ثقيلة… قوة “نخشون” التابعة لإدارة سجون الكيان الصهيوني انهالت عليّ ضرباً… مجندة شدّتني من شعري ودفعت رأسي إلى الحائط، وطلبت مني أن أقبّل العلم الإسرائيلي، لكنني رفضت. بدأت بضربي وركلي… تدهورت حالتي، وبعد ثلاثة أيام نقلوني إلى المستشفى. هناك أمسكتني سجّانة من شعري وصفعتني بقوة… تقدّمت بشكوى ضدها.
.
نقلوني إلى الرملة… غرفة متهالكة بلا إضاءة، صرخت… ثم أنزلوني إلى زنزانة تحت الأرض… كانت مليئة بالصراصير والحشرات والبعوض… كانت مرعبة… وكان هناك أيضاً فئران. الزنزانة قذرة جداً جداً… قضيتُ كل الوقت تحت التهديد، كانوا يهددونني باستمرار… طوال الليل كنت أصرخ. الصراصير غطّت جسدي ووجهي بالكامل، وما زالت آثار قرصاتها على جسدي. بعد ذلك أعادوني إلى المسكوبية… في الطريق فقدت الوعي عدة مرات. (الجنود الإسرائيليون) تعمّدوا تشغيل المكيف بدرجة تجمّد لا تُحتمل. كل رحلة في عربة السجن كانت رعباً خالصاً. وبعد 55 يوماً نقلوني إلى سجن الدامون.»

واليوم، تقبع الصحفية الفلسطينية الشجاعة والمخلصة فرح أبو عياش في زنزانة رقم 4 في سجن الدامون إلى جانب الأسيرة «ميسون مشارقة» التي تُحرم منذ أشهر من رؤية أطفالها، لتواجها معاً تعذيب السجّان الإسرائيلي. وفي هذه الظروف القاسية، تنتظر أبو عياش من جميع الصحفيين ومديري المؤسسات الإعلامية والناشطين الداعمين لقضية فلسطين والقدس أن يكونوا صوتها المدوّي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعن مئات الصحفيين الفلسطينيين الذين يقبعون منذ سنوات في سجون الكيان الصهيوني ومعتقلاته الانفرادية بلا أي تهمة واضحة، سوى كونهم صحفيين.
/انتهى/