.
في إطار مشاركته في مؤتمر "الحقوق والحريات العامة من وجهة نظر آية الله الخامنئي"، قدَّم محمد الحمد، رئيس منظمة روافد الثقافية العراقية، رؤيته النقدية لأزمة حقوق الإنسان عالميًا، محللًا أفكار الإمام الخامنئي وموقع الجمهورية الإسلامية في هذا الصراع الفكري.
وفي حوار مع وكالة "تسنيم" الدولية، جاءت أبرز محاور حديثه كما يلي:
الخامنئي يعيد تعريف الحرية: تحرير من عبودية السلطة والهوى
وصف الحمد النقاش حول الحرية بأنه "مهم جدًا" في ظل "الأزمة الأخلاقية الكبيرة" التي يعيشها عالم حقوق الإنسان، والتي تتجلى في الانتفاضات الشعبية الغربية التي "تعبر عن غضبها لأن أنظمتها مارست عليها الخداع عقودًا طويلة". وأبرز أن الإمام الخامنئي يركز على "الجانب الأخلاقي والإنساني الفطري"، موضحًا أن السيّد يميز بين "حرية حقيقية" وأخرى "وهمية".
الحرية الحقيقية: حسب طرح الخامنئي، هي "أن يتخلص الإنسان من أن يكون عبدًا لسلطة أو مال أو هوى"، وأن يكون موقفه منسجمًا مع الحق.
الحرية الوهمية: هي "الانفلات والانحلال وهدفها تدمير المجتمعات من القيم".
لماذا تُهاجَم إيران؟ لأنها تقف بوجه المشروع الأمريكي
وأضاف: "يريدون تدمير الإسلام من جذوره، ومن يرفع راية الإسلام هما الجمهورية الإسلامية وقائدها". واتهم أمريكا بتغذية "الإسلام المتطرف الذي صنعته مثل داعش والقاعدة" بهدف "تشويه صورة الإسلام على المستوى العالمي كله".
ازدواجية الغرب: شعارات الحرية تدعم صمتًا عن إبادة غزة
شدد على أن دعم الأنظمة الغربية "المطلق" للكيان الصهيوني هو السبب الرئيسي لاستمرار الحرب على غزة، قائلاً: "لولا هذا الدعم لما بقي الكيان بعد طوفان الأقصى لبضعة أشهر".
وأشار إلى أن الضغط الشعبي داخل المجتمعات الغربية بدأ يُحدث "هزات" ويؤثر على خطاب الأنظمة، مما دفعها إلى "ضخ الأموال على السوشيال ميديا" للتأثير على الرواية.
المرأة مثالاً: الإسلام يصون الكرامة مقابل الغرب الذي يجرد من الهوية
قارن الحمد بين الموقفين الإسلامي والغربي من حقوق المرأة، قائلاً: "في المنظور الإسلامي يحافظ على مكانة المرأة وكرامتها، بينما في المنظور الغربي يجردها من كرامتها وثوابتها ودينها وأخلاقها".
وانتقد النظريات الغربية "المشبوهة" التي تتحدث عن النسوية والجندر، واصفًا إياها بأنها "مشروع كبير" يهدف إلى سلب المرأة فطرتها.
الحرية مرهونة بالاستقلال: طرح الخامنئي "عين الصواب"
أيّد بقوة طرح الإمام الخامنئي الذي يربط الحرية العامة بالاستقلال الوطني، سائلاً: "كيف يمكن أن نعيش في بلد ونمارس حريتنا وقرارنا السياسي والاقتصادي مُصادَر؟".
وخلص إلى أن: "أن تكون حرًا يعني أن يكون بلدك حرًا مستقلاً كامل السيادة... لذا ما طرحه الإمام القائد هو عين الصواب".
خلاصة: الحرب على إيران حرب على النظام الوحيد الحامل لمشروع المقاومة
اختتم الحمد مؤكدًا أن استهداف الجمهورية الإسلامية "ممنهج وله أهداف"، لأنها "النظام الوحيد في العالم" القائم على ولاية الفقيه والحامل لمشروع المقاومة.
وقال: "عندما توضع المنظومات القيمية والعقدية على لائحة الإسقاط، سيعملون على استهداف الرمز الأكبر... لأنه يقف أمام المشاريع الشيطانية"، في إشارة واضحة إلى دور القيادة الإيرانية.
/إنتهى/