وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عراقجي وصف، في ختام زيارته إلى بيلاروسيا، العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبيلاروس بأنها آخذة في التوسع، وقائمة على قواسم سياسية ودولية مشتركة، قائلاً إن البلدين يتمتعان بتقارب واضح في المواقف السياسية والدولية، وقد أجريا على مدى السنوات الماضية مشاورات وثيقة ومستمرة بشأن التطورات العالمية والعلاقات الثنائية.
وأكد أن العلاقات بين البلدين خالية من أي إشكالات، مضيفاً أن هذه الزيارة شهدت مراجعة شاملة للتعاون السياسي والاقتصادي، بما يشمل طيفاً واسعاً من مجالات التعاون، إلى جانب بحث التعاون الثقافي والدولي، فضلاً عن القضايا الأمنية والاقتصادية، لافتاً إلى وجود طاقات كبيرة في هذه المجالات لم تُستثمر بعد بالشكل الكامل.
وأشار وزير الخارجية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يزال متدنياً رغم غياب عوائق جدية، موضحاً أن مستوى التجارة لا ينسجم مع طبيعة العلاقات بين إيران وبيلاروسيا. وأضاف أنه جرى بحث شامل للعقبات القائمة وسبل تسهيل التجارة وزيادة المبادلات، مع الاتفاق على تكثيف المتابعة والتنسيق في هذا المجال.
كما أعلن عراقجي عن خطط لتفعيل اللجان والهيئات المشتركة بين البلدين، قائلاً إن هناك عدداً من الآليات المشتركة التي تقرر عقد اجتماعاتها خلال الأشهر المقبلة. وأضاف أنه تم الاتفاق على إجراء مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية على مستوى نواب الوزراء في أقرب فرصة، يعقبها قيام وزير خارجية بيلاروسيا بزيارة إلى إيران، وفي مرحلة لاحقة زيارة رئيس جمهورية بيلاروس إلى طهران.
وكشف وزير الخارجية عن إعداد خريطة طريق لمدة عام واحد لتنظيم العلاقات الثنائية، موضحاً أنه تم التخطيط لزيارات عدد من المسؤولين الاقتصاديين والوزراء، وأن التعاون خلال العام المقبل سيُتابَع وفق هذه الخريطة، بما يشكل خطوة مهمة لتنظيم العلاقات وتوجيهها بشكل هادف.
وفي ما يتعلق بالتنسيق السياسي في المحافل الدولية، أكد عراقجي أن طهران ومينسك تتبنيان مواقف متقاربة جداً داخل المنظمات الدولية، وأن مواجهة الأحادية، والسياسات القسرية، واستخدام القوة والهيمنة، تمثل من أبرز نقاط الالتقاء بين البلدين خلال السنوات الماضية، مشدداً على أن هذا النهج سيستمر بقوة.
وأضاف أن إيران وبيلاروسيا، إلى جانب عدد من الدول الأخرى المعارضة للأحادية الأمريكية والإجراءات القسرية، أسست مجموعة «أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة»، التي تعارض العقوبات الأحادية والتدابير القسرية، وقد عقد وزراء خارجيتها اجتماعاً خلال الدورة الماضية للجمعية العامة للأمم المتحدة. ولفت إلى الاتفاق على تعزيز المشاورات ضمن إطار هذه المجموعة، وتوسيع التعاون في أطر «بريكس»، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وفي الشأن الثقافي، أشار عراقجي إلى تحقيق خطوات إيجابية، مع الاتفاق على توسيع هذا التعاون. وقال إنه عُقد اجتماع موسع مع مديري وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث في بيلاروسيا وعدد من أعضاء البرلمان المنتمين إلى مجموعة الصداقة البرلمانية، شهد تبادلاً مثمراً للآراء. وأضاف أن أحد الموسيقيين البيلاروسيين، وهو أيضاً مقدم برامج تلفزيونية، قدم مقطوعة موسيقية عن إيران، في دلالة على الإمكانات الثقافية الكبيرة بين البلدين.
كما أعلن وزير الخارجية عن الاتفاق على تشكيل لجنة قنصلية مشتركة، موضحاً أن تسهيل منح التأشيرات، وتوسيع السياحة، ومعالجة بعض القضايا القنصلية، أُدرجت على جدول الأعمال. وأشار إلى أنه رغم محدودية عدد الطلبة الإيرانيين في بيلاروسيا، فإن هناك اهتماماً متبادلاً، وتم الاتفاق على تعزيز التبادلات العلمية، وتبادل الأساتذة والطلبة، وتنفيذ مشاريع جامعية مشتركة.
ولفت عراقجي إلى المستوى الجيد لتقييم الشهادات الجامعية في بيلاروسيا، مشيراً إلى أن أكثر من عشرة آلاف طالب صيني يدرسون في هذا البلد. وأكد أن آفاق التعاون بين إيران وبيلاروسيا واسعة جداً، ولا سيما في المجال الاقتصادي، مضيفاً أنه يفضّل الإعلان عن تفاصيل بعض الملفات الاقتصادية بعد دخولها حيز التنفيذ.
وفي ختام الزيارة، وصف عراقجي زيارته إلى بيلاروس يابالناجحة جداً، مشيراً إلى أن لقاءه مع رئيس الجمهورية كان مفيداً وبنّاءً وصريحاً، وجرى خلاله بحث مشاريع مشتركة بشكل مباشر. وأضاف أن المفاوضات مع وزير الخارجية كانت إيجابية للغاية، كما التقى أمين مجلس الأمن في بيلاروسيا وبحث معه القضايا الأمنية والإقليمية، فضلاً عن إبلاغه دعوة الدكتور علي لاريجاني لزيارة إيران.
وأكد وزير الخارجية في الختام أن العلاقات بين إيران وبيلاروس تسير في مسار إيجابي للغاية، وأن القرارات المتخذة خلال هذه الزيارة ستسهم، بإذن الله، في توسيع هذه العلاقات وتعزيزها على نحو أكبر.
/انتهى/