وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان ديدوف، الذي أجرى مقابلة مع وكالة أنباء "تاس" يوم الثلاثاء قال إن موسكو تقدم المساعدة لإيران لإيجاد حلول بشأن القضية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وستواصل تقديم هذا الدعم.
وأوضح ديدوف، أن طهران وموسكو على اتصال مستمر لتسوية الوضع بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي نشأ جراء إجراءات الدول الغربية. وقال: "نحن نقدم مساعدة شاملة لطهران لإيجاد حل سياسي ودبلوماسي طويل الأمد للأزمة الحالية، وسنواصل القيام بذلك."
وبحسب السفير الروسي، فإن المشاورات بين روسيا وإيران مستمرة على جميع المستويات، ويتم بذل كل ما هو ممكن لإيجاد حل دبلوماسي فعال.
وشدد السفير الروسي على أن "هذه الجهود [لزيادة الضغط على إيران] لا تفرض أي التزامات قانونية على أعضاء المجتمع الدولي الحقيقيين."
وفي 26 سبتمبر، رفض مجلس الأمن الدولي مسودة القرار التي قدمتها روسيا والصين، والتي كانت ستمدد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 المتعلق بالاتفاق النووي لعام 2015 لمدة ستة أشهر. ونتيجة لذلك، أعيد فرض العقوبات الأممية التي كانت قد أُلغيت على إيران في 28 سبتمبر بعد تفعيل آلية "سناب باك" من قبل الترويكا الأوروبية.
إيران وروسيا متفقتان حيال معظم القضايا الثنائية والإقليمية والدولية
وأكد الدبلوماسي الروسي في معرض حديثه أن "العلاقات بين روسيا وإيران بلغت مستوى غير مسبوق."
وأوضح ديدوف أن طهران وموسكو تجريان حوارات شاملة وموثوقة، كما أن هناك توافقاً في الآراء حيال معظم القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
وقال لوكالة تاس: "في السنوات الأخيرة، بلغت العلاقات مستوى غير مسبوق، تم تجسده من خلال معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها رئيسانا في 17 يناير 2025 في موسكو، خلال الزيارة التاريخية لمسعود بزشكيان [الرئيس الإيراني] إلى روسيا. وفي هذا الإطار، زاد التبادل التجاري، وبدأ تنفيذ العديد من المشاريع الكبيرة في مجالات مختلفة."
وأشار السفير الروسي إلى أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية، زاد حجم التداول والتبادل التجاري والاهتمام بالتعاون بين المجتمعات الاقتصادية والتجارية والإبداعية بشكل ملحوظ، وبدأت مشاريع كبيرة جديدة في القطاعات المصرفية والنقل والطاقة والنووية. ومن بين أحدث [المشاريع]， يمكنني أن أذكر الدمج المستمر لأنظمة الدفع الوطنية 'مير' و'شتاب'، وبناء قسم سكة حديد رشت-آستارا كجزء من المشروع الطموح الممر الدولي للنقل شمال-جنوب، وبناء الوحدتين الثانية والثالثة لمحطة بوشهر للطاقة النووية."
وقد وقع فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان، رئيسا روسيا وإيران، في 17 يناير، معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وأصبحت هذه المعاهدة نافذة المفعول في 2 أكتوبر. وتخلق هذا الوثيقة إطاراً قانونياً لمزيد من تطوير التعاون طويل الأجل بين موسكو وطهران. وتثبت المعاهدة مكانة روسيا وإيران كشريكين استراتيجيين وتغطي جميع المجالات.
الأعمال العملية جارية ضمن إطار مشروع محطة الطاقة النووية عالية القدرة
وأوضح أليكسي ديدوف، بالإشارة إلى أن "إيران وروسيا تعملان على مشروع محطة طاقة نووية واسعة النطاق"، قائلاً: "الأعمال العملية جارية ضمن إطار مشروع محطة الطاقة النووية عالية القدرة، وتم تحديد مفهوم المشروع، وتم وضع خارطة طريق تعاقدية ووافقت عليها الأطراف، ويجري الآن إعداد المرحلة الأولى [لتطوير وثائق التصميم]."
وكما أشار الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى، تعمل الأطراف في نفس الوقت على مشروع محطة الطاقة النووية الصغيرة (SNPP) بموجب مذكرة التفاهم الموقعة والتعاون حول بناء محطة طاقة نووية صغيرة.
وفي هذا الصدد، قال ديدوف: "تجري حالياً مشاورات للاتفاق على بروتوكول حكومي دولي للتعاون في بناء محطة طاقة نووية عالية القدرة في إيران. إن توقيع هذه الوثيقة سيكون بداية المرحلة النشطة لهذا المشروع."
وفي 24 سبتمبر، أعلنت شركة "روساتوم" الروسية أن وفوداً من روسيا وإيران وقعت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال بناء محطات طاقة نووية صغيرة في جمهورية إيران الإسلامية. ويحدد هذا الوثيقة خطوات ملموسة لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي في إيران.
وفي 26 سبتمبر، وقعت إيران وروسيا عقداً بقيمة 25 مليار دولار لبناء محطة "هرمز" للطاقة النووية، والتي أمر ببنائها الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في فبراير 2024. ستتكون المحطة من أربع وحدات بسعة إجمالية تبلغ 5000 ميغاواط، وستقع بالقرب من مدينتي ميناب وسيريك في محافظة هرمزجان الإيرانية.
القدرات الثقافية لا تزال غير مستغلة
في جزء آخر من المقابلة، أشار سفير موسكو إلى الإمكانات الهائلة الموجودة للتعاون بين روسيا وإيران في مجالات السياحة والثقافة والتعليم، مؤكداً أن هذه القدرات لا تزال غير مستغلة وأن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود في هذه المجالات.
ولاحظ قائلاً: "لا تزال هناك إمكانات غير مستغلة في السياحة والثقافة والتعليم. من خلال افتتاح وجهات جديدة وتوسيع وتيرة وجغرافيا الرحلات الجوية، يمكن تحقيق نمو ملحوظ في السياحة في المستقبل القريب. من الضروري عقد المزيد من الفعاليات الثقافية المشتركة وضمان التبادل المنتظم للمجموعات الإبداعية."
وأشار ديدوف بشكل خاص إلى مجال التعليم، حيث أن العقبة الرئيسية أمام تطوير التعاون هي مسألة الاعتراف المتبادل بالشهادات التعليمية.
وبحسب تقرير وكالة تاس، أشار إلى أن شهادة جامعة سيتشينوف الطبية الحكومية الأولى في موسكو، التي لا يزال حوالي 4000 طالب إيراني يدرسون فيها، لم يعد يتم الاعتراف بها حتى الان، مؤكداً: "على الرغم من وجود أكثر من 300 وثيقة تعاون بين مؤسساتنا التعليمية وحقيقة أن أكثر من 9000 طالب إيراني يدرسون في روسيا، فإن عدد الجامعات الروسية التي يتم الاعتراف بشهادات تخرجها في إيران قليل جداً."
وفي الختام، وصف السفير الروسي الثقافة الروسية بأنها تحظى بشعبية كبيرة في إيران، وأعلن أنه سيتم عقد عدة فعاليات ثقافية في العاصمة الإيرانية في المستقبل القريب.
/انتهى/