.
تُجسِّد سياسة "السلام عبر القوة" الأمريكية النهج الإمبريالي الذي تفرضه واشنطن على العالم. فبدلاً من بناء شراكات تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون، تختزل الدبلوماسية الأمريكية في لغة التهديد والعقوبات، مستخدمةً تفوقها العسكري والاقتصادي كأدوات للهيمنة.
تُنفق الولايات المتحدة أكثر من تريليون دولار على التسلح، بينما تعاني شعوب العالم من الفقر والحرمان. تُبنى القواعد العسكرية في كل قارة، بينما تُهدم المدارس والمستشفيات في دول العالم الثالث. تُفرض العقوبات على الدول التي ترفض الخضوع، بينما تُمنح الحصانة للكيانات التي تنتهك القانون الدولي.
تتجلّى ازدواجية المعايير في التعامل مع الملف النووي، حيث تُفرض عقوبات صارمة على إيران بسبب برنامجها النووي السلمي الخاضع للرقابة الدولية، بينما يتم التغاضي عن البرنامج النووي الإسرائيلي غير الخاضع لأي رقابة. كما تُستخدم منظمات حقوق الإنسان والديمقراطية كأدوات للضغط السياسي، بينما تُدعم أنظمة ديكتاتورية عندما تخدم المصالح الأمريكية.
إن إستراتيجية "السلام عبر القوة" ليست سوى غطاء لمشروع هيمنة عالمي، حيث تُستخدم القوة العسكرية والاقتصادية لفرض الإرادة الأمريكية. لكن التاريخ يُثبت أن الإمبراطوريات القائمة على القهر والهيمنة مصيرها الزوال، وأن إرادة الشعوب في الحرية والكرامة أقوى من كل آلات الحرب.
/إنتهى/